طائر الأسرار العجيب ورمز البصيرة النافذة شكلا ومضمونا ملك الطيور ورسول الأنبياء وحمال المهام الصعبة ذكوره وفية لزوجاتها. وإناثه تحمل حنانا لا متناهم.
الهدهد خلق عظيم من أجمل الطيور وأروعها شكلا خاصة بالتاج الموجود على رأسه وألوانه المتناغمة الجميلة ولا يقتصر جماله على الألوان والشكل الخارجي فقط.
فلهذا الطائر صفات وعادات تجعله من الكائنات المميزة حقا فهو من الطيور الغير الإجتماعية والتي عادة ما يمكن مشاهدتها وحيدة أو بصحبة شريك حياتها فقط.
وتدور الطقوس المغازلة عند طيور الهدهد حول الطعام إذ يقوم الذكر بتقديم ورقة أو حشرة أو دودة في منقاره كمهر لمن يتقدم للزواج بها من أجل إرضائها.
فإن أكلتها بمنقارها فهذا يعني القبول وتسمى هدية الزواج ثم يبدأ الهدهد بصنع العش الذي يعد نموذجيا أيضا ومختلفا عن أعشاش بقية الطيور.
إذ يبحث عن الثقوب في جذوع الأشجار والمنحدرات والجدران لتكون عشا له وتقوم الأنثى بحضن البيض حتى يفقس بعد ستة عشر يوما .
أيضا فإن ذكر الهدهد وفي لزوجته لا يرتبط بغيرها أبدا وإذا عاد يوما ولم يجدها أو حصل لها مكروه يصوم عن الطعام والشراب حتى تعود.
وإذا ماتت أنثى الهدهد لا ينظر لأي أنثى أخرى بعدها أبدا وكذلك قد يصيح بأعلى صوته حزنا عليها حتى يموت.
أيضا تتزوج أنثى الهدهد مرة واحدة وتعرف بأنها أم حنون تتقن العناية ببيتها وصغارها الذين تختار لهم الطعام بعناية وتغرقهم بسائل سيء الرائحة تخرجه من غدتها لتبعد عنهم الأعداء وتحميهم من الامراض.
والهدهد طائر غير جارح وليس مخيفا إطلاقا وهو من أروع الطيور حيث يأخذ حماما رمليا ويطير في ظهر وكأنه منها قرب الارض.
الهدهد من أذكى الطيور الأرضية وأشدها مراوغة على الإطلاق ويتميز بالقدرة على معرفة الإتجاهات والقدرة العجيبة أيضا عن كشف مياه في باطن الأرض.
الهدهد لا يعيش كثيرا فمتوسط عمره حوالي 10 أعوام.
الطائر المقدس ورسول الأنبياء .
إختاره الله عز وجل ليكون رسول النبي سليمان عليه السلام وورد إسم الهدهد صراحة في القرآن الكريم "بقوله تعالى عز وجل " وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين. " وقد .
إذ يفوق في خفته وقدرته على التخفي وحفظه للإتجاهات والأماكن الحمام الزاجل. أيضا يفوق النسور والبواشق في الدهاء والقدرة على المراوغة.
كذلك تتضمن قصة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام إعجازا واضحا ومشهدا عظيما حيث كان الهدهد أشبه بوكالة أنباء في ذلك الزمان في مجال الإتصالات السليمة ونقل الأخبار بكل دقة ومصداقية لسرعته وذكائه وطريقته المذهلة في تنقلاته ورحلاته.
فكان بمثابة المبعوت الخاص لنبي الله سليمان عليه السلام إلى مملكة سبأ التي كان قد تقصى حالها وقومها الذين كانوا يعبدون الشمس من دون الله تعالى.
الشيئ الذي أحزن نبي الله سليمان عليه الصلاة و السلام فحمل للهدهد رسالة يدعو فيها مملكة سبأ إلى عبادة الله فاستجاب له قوم سبأ، ليكون الهدهد بذلك سببا في تحول مجتمع كامل من الكفر الى التوحيد.
أسرار خفية.
عند الفراعنة الهدهد هز رمز البصيرة النافذة لأنهم لاحظوا أنه يحمل تاجا فوق رأسه يميزه عن سائر الطيور. فربطوه بعين حور الباصرة التي ترى ما وراء الأشياء.
إتخذوه رمزا للعالم الاخر عندما رأوه يطير في السماء وكانه يسبح فقاموا برسمه مع صاحب المقبرة وهو يمسكه بيده وكأنه يسلمه رسالة من عالم الأرواح.
و يعد حجر المس سرا من أسرار هذا الطائر الغريب والعجيب وهو حجر تذكره حكايات القدماء والشيوخ الروحانيين. على أنه لفتح أي شيء مغلق مهما كان ويستعان به أيضا في فتح الكنوز.
فالأساطير تقول أن هذا الحجر موجود أسفل حنجرة الهدهد أو يخفيه في مكان كلما إحتاجه أحضره. ولا يستطيع أحد أخذه منه. إلا شيخ متمرس أو صاحب قدرات خفية.
و في الأساطير وحكايات القدماء يعد ريش الهدهد من الأسرار إذ يجلب الراحة والسعادة ويمنح الحظ السعيد خاصة للمقدمين على الزواج.
كذلك يقال أن عظامه تتميز مغناطيسية تطرد الهموم من المنزل ووجوده بشكل عام في المنزل يضفي المحبة والسعادة.
وأساطير أخرى كثيرة تجمع على أن هذا الطائر الجميل له تأثير ايجابي كبير في الحياة بشكل عام.
مع العلم قتل الهدهد محرم في الإسلام. وكذلك أكل لحمه، ربما لقداسته ومكانته العالية.
فما رأيك بطائر الملوك المقدس؟ وهل تعرف أسرارا أخرى عنه؟